ملخص: هذا السديم (Abell 30) يكسب أهمية كبيرة من حيث أنه أحد السدم التي تعزز فكرة إعادة ولادة السدم الكوكبية من جديد, بالإضافة إلى هذا وفر لنا هذا السديم فرصة ممتازة لدراسة المراحل المتأخرة من عملية تطور النجوم المشابهة لشمسنا, و ربما الأمر الذي يجذب الجميع إليه هو أن مجموعتنا الشمسية ستعاني من نفس المصير الذي يعانيه هذا السديم.
هذه الصورة للسديم الكوكبي Abell 30, تبين واحد من أكثر المشاهد وضوحا التي تم الحصول عليها لمرحلة من مراحل التطور لهذه الأجسام. إن الصورة المدرجة على اليمين هي عبارة عن تكبير لـ A30 و تبدوا البيانات القادمة بالأشعة اكس من تلسكوب تشاندرا باللون الأرجواني و البيانات القادمة من الإصدارات المرئية التي التقطها هابل و الناتجة عن أيونات الأكسجين باللون البرتقالي. على اليسار نجد مشهدا أكبر يوضح البيانات المرئية و تلك القادمة بالأشعة اكس من تلسكوب مرصد قمة كيت الوطني و تلسكوب نيوتن التابع لوكالة الفضاء الأوروبية على التوالي.
حصلت السدم الكوكبية على اسمها لأنها تبدوا ككوكب عندما يتم مشاهدتها من تلسكوب صغير- و تتشكل هذه السدم في المراحل المتأخرة من تطور نجم يشابه الشمس.
بعد إنتاجها و تحريرها للطاقة بشكل مستقر لعدة مليارات الأعوام من خلال الاندماج النووي للهيدروجين و تحوله إلى الهليوم في المنطقة المركزية, أو القلب, فإن النجم يعاني سلسلة من الكوارث الطاقية تتعلق بنضوب الهيدروجين و انكماش القلب. هذه الأزمات تتوج بتضخم النجم لمئات الأضعاف و تحوله إلى عملاق أحمر.
في النهاية فإن الغلاف الخارجي للعملاق الأحمر يتم قذفه و يتحرك بعيدا عن النجم عند سرعة نسبيا أقل من 100000 ميل في الساعة. في هذه الأثناء ينتقل النجم من طور العملاق البارد إلى نجم مضغوط و حار, ينتج أشعة فوق بنفسجية شديدة جدا و رياح سريعة من الجسيمات التي تنتقل عند سرعة تبلغ حوالي 6 مليون ميل في الساعة. التفاعل الذي يتم بين الإشعاع فوق البنفسجي و الرياح السريعة من جهة مع غلاف العملاق الأحمر الذي تم قذفه يؤدي إلى إنشاء السديم الكوكبي, و الواضح على شكل درع كروي كبير في الصورة الأكبر.
في حالات نادرة, تؤدي تفاعلات الاندماج النووي الحراري التي تحدث في المنطقة المحيطة بقلب النجم إلى تسخين الغلاف الخارجي للنجم بدرجة كبيرة ما يؤدي إلى أن يصبح هذا النجم و من جديد بشكل مؤقت عملاق أحمر.
للسديم الكبير المشاهد في الصورة الأكبر عمر يبلغ حوالي 12500 عام و تشكل بشكل ابتدائي من التفاعل بين الرياح السريعة و البطيئة. إن حزم العقد التي يمكن مشاهدتها في كلا الصورتين, تعود إلى المواد التي تم قذفها حديثا. هذه العقد تم إنتاجها حديثا, حيث تم تقدير عمرها بحوالي 850 عام, و هذا الأمر مبني على مراقبات لتوسعها بالاعتماد على تلسكوب هابل.
إن انتشار الأشعة اكس المشاهد في الصورة الأكبر و في المنطقة المحيطة بالمصدر المركزي في الصورة المدمجة سببه التفاعل بين الرياح السريعة القادمة من النجم و بين العقد المكونة من المواد المقذوفة سابقا. سُخنت العقد و تآكلت جراء هذه التفاعلات, ما أدى إلى إنتاج إصدارات بالأشعة اكس. أما سبب الإصدار النقطي للأشعة اكس من النجم المركزي فلازال غير معروف.
إن الدراسات التي جرت على السديم A30 و السدم الكوكبية الأخرى ساعدت في تحسين فهمنا لتطور هذه النجوم المشابهة للشمس بالقرب من نهاية رحلتها. تكشف إصدارات الأشعة اكس عن كيفية فقدان المواد من قبل النجم عند مراحل تطوره المختلفة و كيفية التفاعل فيما بينها. هذه المراقبات لـ A30, و الذي يقع على بعد يبلغ منا 5500 سنة ضوئية, قدمت صورة للبيئة القاسية التي يتجه نحوها نظامنا الشمسي في المليارات العدة من الأعوام القادمة, عندما ستمتلك الشمس رياحا نجمية قوية و إشعاع عالي الطاقة سوف يؤدي إلى تدمير تلك الكواكب التي نجت سابقا, من مرحلة العملاق الأحمر.
إن البنية التي يتم رؤيتها في A30 تعزز بشكل أساسي الفكرة التي تقول بإعادة ولادة السدم الكوكبية, و قد تم رؤية ثلاثة أمثلة أخرى فقط لهذه الظاهرة. الدارسة الجديدة لـ A30, و التي استخدمت البيانات التي تحدثنا عنها في الأعلى, تم عرضها من قبل فريق دولي من الفلكيين في مجلة الفيزياء الفلكية في العدد 20-8-2012.
المؤلف الأول في هذه الورقة هو Martín A. Guerrero من معهد الأندلس للفيزياء الفلكية في اسبانيا. و المؤلفين الآخرين هم: N. Ruiz من معهد الأندلس, اسبانيا. W.-R. Hamann من جامعة بوتسدام في ألمانيا. Y.-H. Chu, من جامعة الينوي. IL; H. Todt, من جامعة بوتسدام في ألمانيا. D. Schönberner من معهد لايبنتز للفيزياء الفلكية في بوتسدام, ألمانيا. L. Oskinova من جامعة بوتسدام, ألمانيا. R. Gruendl من جامعة الينوي. IL; M. Steffen من معهد لايبنتز للفيزياء الفلكية في بوتسدام, ألمانيا. W. Blair من جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور, ماريلاند و J. Toalá من معهد الأندلس في اسبانيا.