الآمير الوليد بن طلال النشأة
جدّه من والده هو الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية، وجده من أمه هو رياض الصلح رئيس أول حكومة استقلالية في لبنان.
بدأ الأمير مشواره التعليمي ككل أبناء الأسر الحاكمة في الخليج حيث سافر للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن يبلغ الخامسة عشرة في عام 1975 وحينما كان في الثامنة عشرة من عمره حصل على شهادة البكالوريا في إدارة الأعمال من كلية "ميلانو" بولاية كاليفورنيا ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة "Syracuse" في نيويورك وحصل على شهادة عليا في علم الاجتماع عام 1985 ليعود بعد ذلك إلى السعودية دون أن ينسى حلمه في بناء مملكته وإمبراطوريته هائماً بحب "أمريكا" أو كما يسميها "التفاحة الكبرى".
ويحمل الوليد بن طلال شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من كلية داثره اسمها Menlo College وويحمل درجة الماجستير من جامعة Science Syracuse University وقد حصل عليهما في عام 1979 في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية, التي باتت تضم معظم استثمارات الوليد.
الخلاف مع الملك فيصل
قبل أن يتجاوز الخامسة من عمره، وتحديداً في العام 1962 ترك والده السعودية متجهاً إلى مصر بعد خلاف نشب بينه وبين الملك فيصل بن عبد العزيز ؛ فكان لجوؤه إلى العدو الأول للملك فيصل –حينئذ- بمثابة القشة التي قطعت عليه وعلى أبنائه من بعده طريق السلطة واقتسام الحكم مع أشقائه؛ فرغم أن لجوء الأب إلى مصر (عبد الناصر) لم يدم طويلاً وسُمح له بالعودة مرة ثانية إلى المملكة فإن الاستقرار على أرض المملكة كان خالياً من أي نفوذ أو سلطة بما فيها السلطات الموزعة بين أبناء الأسرة الحاكمة.
عالم الأعمال
بعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية بدأ مشواره في عالم الأعمال بقرض قيمته حوالي 300 ألف دولار اقترضها من البنوك وأسس بها شركة المملكة للتجارة والمقاولات مركزاً نشاطه في أعمال الإنشاء والبنية التحتية والمشاريع العقارية في السعودية وغيرها من دول الخليج
لكن هذه الشركة سرعان ما تحولت إلى شركة قابضة تحمل اسم شركة "المملكة القابضة" بعدما اقتحمت العديد من الأنشطة الاستثمارية في مجالات البنوك المحلية والعالمية وأعمال تطوير العقارات والمشاريع الزراعية والمشاريع الإنشائية وصناعة الفنادق والترفيه، وقطاع التجارة والنقل والمتاجر الفاخرة والأسواق المركزية والإنتاج الإعلامي ومحطات التلفزيون الفضائية والسياحة والسفر، وتصنيع السيارات والمعدات الثقيلة وصناعة الإلكترونيات وصناعة معدات الكومبيوتر وإنتاج برامجه فضلاً عن عالم الإنترنت والتجارة الإلكترونية. ووسط هذا الخضم الهائل من المشاريع الاستثمارية يبدو أن صناعة الإعلام والتجارة الإلكترونية استحوذت على عقل ووجدان الأمير ومن ثم على القدر الوفير من استثماراته وتشير قائمة توزيع الاستثمارات الخاصة بالأمير السعودي إلى أنه يحرص دوماً على زيادة استثماراته في المؤسسات الإعلامية العالمية من حين لآخر فقد ضاعف مؤخراً استثماراته لتصل إلى نحو ملياري دولار في شركة "آي .أو. إل. تايم وارنر" ومقرها نيويورك والتي تعد من كبرى الشركات في العالم العاملة في مجال التلفزة والإعلان والإنتاج السينمائي والإنترنت باعتبارها اندماجا بين شركة "أميركا أون لاين" للإنترنت وشركة "تايم وارنر" للإعلام والكابلات برأسمال مقداره 111 مليار دولار وتمتلك هذه الشركة التي تحقق عائداً سنويا مقداره 34 مليار دولار العديد من وسائل الإعلام الشهيرة في العالم منها مجلة "تايم" و"وارنر برذرز فيلم أستوديو" للإنتاج السينمائي وشبكة الـ "سي إن إن" الإخبارية فضلاً عن شركة "آي. أو.إل إنترنت سيرفس" لخدمات الإنترنت.
اقتناص الفرص
من المعروف عن أسلوب عمل الوليد بن طلال أنه ينتهج سياسة اقتناص الفرص ذلك بالبحث عن الشركات المتعثرة بسبب مشاكل مؤقتة في الإدارة أو التمويل؛ فرغم أنه أسس عدداً غير قليل من المشروعات منها فنادق ومشروعات صناعية وزراعية فإن القدر الأكبر من ثروته المقدرة بنحو 20 مليار دولار (حسب تقدير مجلة "فوربس" الأمريكية 2002) ذهب إلى مشروعات عالمية قائمة بالفعل واقتنص هو التوقيت المناسب للمساهمة فيها ويقول الأمير السعودي في أحد تصريحاته معبراً عن هذه الإستراتيجية: "إذا كان هناك أي شيء على الكرة الأرضية يساوى 4 بلايين دولار ويعرض للبيع ببليون واحد نسعى بكل السبل لشرائه دون أدنى شعور بالخطر؛ إنها المغامرة المحسوبة في عالم البزنس".
وترجمة لهذه السياسة أبرم العديد من الصفقات فكانت لدى الكثيرين نوعا من الجرأة وحب المغامرة لكن نجاح غالبيتها دعا مجلة "فوربس" الأمريكية إلى أن تلقبه بالمبدع الثاني بعد بيل جيتس مالك شركة مايكروسوفت العالمية واعتبرته كذلك أنجح رجل أعمال في العالم بعد جيتس.
وبمعاونة جيش من المستشارين الماليين والمختصين في متابعة البورصات العالمية يحرص على متابعة أسعار أسهم الشركات العالمية ذائعة الشهرة فإن تهاوت أسعار أسهم إحداها سارع على الفور بالشراء فقد كانت مساهمته في 3 شركات عالمية: "سيتي جروب" و"آي. أو. إل. تايم وارنر" و"برايس لاين دوت كوم" نتيجة لانخفاض أسعار أسهمها إلى حدود مغرية بالشراء وفق سياسة اقتناص الفرص التي ينتهجها في عمله مبرراً ذلك في حينه بأن هذه الشركات تمتلك علامات تجارية ذائعة الشهرة ستمكنها من النجاح والاستمرار وفعل الوليد الشيء نفسه مع شركة "ترافيل كومبني أون لاين دوت كوم" حينما تهاوى سعر سهمها إلى أقل من دولارين فاشترى أسهماً بمقدار 5.4% من إجمالي أسهم الشركة .
مجال الإعلام
ولم تتوقف طموحات الأمير السعودي على الولايات المتحدة الأمريكية وحدها فقد عمل مبكراً على ملازمة أباطرة الإعلام والأعمال في أوربا فشارك روبرت مردوخ إمبراطور الإعلام الأسترالي ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني والعديد من الشركات التي تسيطر على صناعة الإعلام في أوربا؛ حيث يمتلك الوليد بن طلال أسهما بقيمة مليار دولار في نيوز كورب ونصف مليار دولار في شركة "ميديا ست" وأكثر من 100 مليون دولار في "كيرش ميديا" الألمانية والتي تمتلك أكبر مكتبة للبرامج التلفزيونية خارج أمريكا وتسيطر على نسبة كبيرة من الإعلام المرئي في ألمانيا والنمسا وتعد الكبرى في الساحة الأوربية.
ويمتلك الأمير الوليد حاليا مجموعة روتانا، وتتضمن مجموعة قنوات فضائية، بالإضافة إلى شركة للتسجيلات الموسيقية وطبع الشرائط والاسطوانات وتوزيعها.
بيع أسهم روتانا
الأمير الوليد بن طلال، وروبرت مردوخ.
في سبتمبر 2009، ذكرت صحيفة وول ستريت جنرال التي يمتلكها روبرت مردوخ، أن أخطبوط الإعلام العالمي يجري محادثات حالياً مع الأمير السعودي الوليد بن طلال مالك شركة روتانا، بهدف شراء حصة تبلغ عشرين بالمئة من الشركة التي تقوم ببثّ محطة فوكس العربية، والتي تتبع أصلاً لإمبراطورية مردوخ. ويذكر أن الوليد بن طلال يملك حصّة في شركة مردوخ نيوز كورب. وفي حال إتمام هذ الصفقة ستكون الخطوة الأولى لروبرت مردوخ لدخول السوق الإعلامي في الشرق الأوسط، علماً أن إمبراطوريته الإعلامية منتشرة في معظم دول العالم.
ويلقب مردوخ بالرجل الذي يملك الأخبار، وينتقده الكثيرون ويعتبرون أن سيطرته على عدد هائل من الشركات الإعلامية يشكّل أمراً خطيراً، لأنه يستطيع من خلال هذه المؤسسات المنتشرة حول العالم بالتحكم بالرأي العام العالمي، وتوجيهه بالطريقة التي تتوافق مع مصالحه.
وتملك شركة مردوخ نيوز كورب اليوم عشرات الصحف حول العالم، 21 منها في أستراليا، و6 في إنكلترا، ضمنها صحف “تايمز”، و”ذا سانداي تايمز”، بالإضافة إلى “ذا صن” الشهيرة، وثلاث صحف في الولايات المتحدة، أحدثها صحيفة “وول ستريت جورنال”، كما تمتلك “نيوز كورب” شبكة “فوكس” في الولايات المتحدة، وشبكة “بي سكاي بي” في إنجلترا وأوروبا، بالإضافة إلى شبكة “ستار”، أكبر الشبكات التلفزيونية، والتي تغطي بقنواتها الثلاثين كلاً من: الصين، الهند، باكستان، فيتنام، سنغافورة وغيرها، كما تمتلك الشركة عدداً من المجلات ودور نشر للكتب. أما في عالم التسلية، فتمتلك نيوز كورب “فوكس تونتيث سنتري” أحد أهمّ المنتجين للأفلام والمسلسلات، فقد كانت المنتجة لفيلم “تايتا*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-*” الذي حقّق أكبر أرباح في تاريخ السينما. أما على شبكة الإنترنت فتمتلك نيوز كورب موقع “ماي سبيس”، أحد أهمّ مواقع التواصل الاجتماعي عبر الشبكة في العالم من بين مواقع أخرى. [2].
استثماراته
ينشط الأمير السعودي في قطاعات استثمارية متباينة تتقدمها الفنادق العالمية، مثل فور سيزونس وفيرمونت وموفنبيك، التي يمتلك حصصاً مختلفة فيها، وفنادق جورج الخامس في باريس و"كوبلي بلازا" في بوسطن و"بلازا" في نيويورك، التي يمتلكها، كما ينشط في قطاع الإعلام إذ يمتلك شركة روتانا للإنتاج الفني ، واشترى حصصاً في شركتي نيوز كورب وميديا سيت العال---- و سي أن أن و فوكس.
مشروعاته في المنطقة العربية
باستثناء بعض المشروعات في لبنان ومصر والسعودية ومناطق السلطة الوطنية الفلسطينية لا تتوفر بيانات دقيقة عن استثمارات الملياردير السعودي في البلاد العربية لكن بالنظر إلى حجم ثروته ومقارنة حجم استثماراته في أمريكا وأوربا يمكن القول باطمئنان: إن حظ العالم العربي من مليارات الوليد بن طلال ليس كثيراً فإذا كان يوصف بأنه أكبر مستثمر فردي في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها فإن المنطق يقول بأن حجم استثماراته ليس بالقدر الكبير في العالم العربي الذي ينتمي إليه ويحمل جنسية بلدين من بلدانه.
ففي مناطق السلطة الفلسطينية لم يكن للأمير السعودي وجود يذكر على ساحة الاستثمار قبل عام 1997 ففي شهر يوليو من عام 2001 أسس أول شركة للاستثمار والتطوير "PADICO" عملت في مجال الإنشاءات ومشروعات أخرى للتنمية في ي الضفة الغربية وغزة وفي نفس الشهر أسس شركة أخرى باسم "القدس للاستثمار والتنمية" (JEDICO) تعمل على بناء المنازل والمستشفيات.
طموحات السلطة
أما لبنان فقد كان المكان الوحيد الذي اقترن فيه اسم الملياردير السعودي باللعبة السياسية فعلى أرضها بدأ المراقبون ينظرون إلى طموحات الأمير في السلطة بعدما امتلك المال والنفوذ، ورأى الكثيرون أن الأمير يمكنه أن يدخل الساحة السياسية اللبنانية ويحوز منصب جده "رياض الصلح" مستغلاً صراع رئاسة الجمهورية مع رئاسة الوزراء وبعض ملايينه حتى إن الكاتب البريطاني "روبرت فيسك" قال بالحرف الواحد: "لا يوجد منطق يقول بأن بليونير سعودي بإمكانه أن يطلب نفوذاً سياسياً في لبنان حتى إن كان يمتلك الوسيلة الوحيدة لتضميد جراحه
حينما هاجم الوليد بن طلال التدهور الاقتصادي في لبنان وأداء الحكومة اللبنانية اعتبر رئيس الوزراء اللبناني "رفيق الحريري" الذي يحمل هو الآخر الجنسيتين اللبنانية والسعودية أن الهجوم موجه لشخصه لكن الذي ضاعف من قلقه أن هذا الهجوم صادر عن شخص يحمل الجنسية اللبنانية ويحمل معها مليارات قد تشجع البعض على إغرائه باقتحام الساحة السياسية
كما أن كلام الوليد - لكونه من الأسرة المالكة في السعودية - قد يوحي بأن المملكة تؤيد كلام أحد أفراد أسرتها؛ فينعكس التصريح سلباً على مكانة الحريري داخل المملكة وعند الذين يرونه محاطاً ومحمياً ومرعياً منها؛ لذلك سارع الحريري إلي السعودية وألقى بهواجسه أمام ولي عهد السعودية الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولم تعد له الطمأنينة إلا بعد أن سمع تأكيداً من الأمير ينفي طموحات نجل شقيقه وموافقة سعودية على المشاركة في المؤتمر الثاني للدول المانحة للبنان في باريس باعتبار أن ذلك تأكيد لاستمرار الدعم السعودي للحكومة اللبنانية ورئيسها.
شكوك حول مصدر دخله
نشرت صحيفة الإكونومست عن وجود شكوك حول مصدر دخل الأمير الوليد وعن إذا ما كان الأمير مجرد واجهة يخفي وراءه مستثمرون سعوديون آخرون. وبناء على ذلك، فهو لم يحقق المكاسب التي يمكن أن تغطي مصروفاته في فترة التسعينيات. وتعود القصة إلى حصته في سيتي كروب. وقد أعلن الأمير أن هذه الأموال من ميزانيته الشخصية. وقال أنه بدأ بمبلغ 30.000 دولار في عام 1979 من والده. وقام أيضا برهن منزل سبق أن أعطاه له والده، ليصل المبلغ إلى 400.000 دولار. وبصفته حفيد إبن سعود فهو يتقاضى راتب شهري يبلغ 15.000 دولار. "الذي يكفي بالكاد لمصروفات الملبس الخاصة بالأمير، let alone furnish him with a multi-billion-dollar empire. وبالرغم من ذلك، فقد تمكن الأمير الوليد بالمخاطرة بمبلغ 797 مليون دولار في عام 1991 في سيتي كروب".[3]
الأنشطة الخيرية
الولايات المتحدة
المملكة المتحدة
فرنسا
زلزال باكستان 2005
مالي
المشاركة السياسية
ممتلكاته
Kingdom 5KR
كتاب الوليد
وقام الكاتب والصحفي البريطاني المعروف ريز خان، بكتابة كتاب عن الامير الوليد وبيع منه ما يقارب المليون نسخه .
اسم الكتاب هو : الوليد الملياردير ، رجل الاعمال ، الأمير
الحياة العائلية
وللوليد ابن وابنة من زوجتة المطلقة ابنة عمه الأميرة دلال بنت سعود بن عبد العزيز وهما الأمير خالد، والأميرة ريم التي تزوجت في عام 2007 من ابن عم والدها الأمير عبد العزيز بن مساعد بن عبد العزيز.
والزوجة الثانية المطلقة االأميرة إيمان بنت ناصر السديري.
والزوجة الثالثة هي الأميرة خلود السرحان من قبيلة السرحان الطائية.
وزوجتة الأخيرة هي الأميرة أميرة الطويل.
علاقاته بشقيقه
الأمير خالد بن طلال.
في 15 سبتمبر 2011 نادى الأمير خالد بن طلال شقيق الأمير الوليد بالحجر على أمواله ومنعه في المسافر حتى يصحح مساره، واتهمه بجنون العظمة. وكانت شركة روتانا التي يملكها الوليد بن طلال قد عرضت فيلم سينمائي للعامة في بعض المدن السعودية في يونيو 2011، وانتقد الأمير خالد هذا الأمر متهما شقيقه بالترويج لاحداث تغيير فكري مخالف للأعراف الدينية والأخلاقية في المملكة. وبرزت الخلافات بين الشقيقين منذ أوائل التسعينيات وكانت ذات طابع شخصي.[4]