من ديوان قناديل منسية شاعر بغداد سايح أنثى من شرفات القافية
هُزّي بـجذعِ مودّتي يا مريـمُ
تسّاقطِ الكلماتُ درّاً و الفمُ
روحي السريُّ ببابِ صمتكِ فانطقي
تُنثرْ زنابقُ وجنتيكِ و أنـجُمُ
عيناكِ ترتشفانِ منّي نظرة
و بـخافقي لهما هوى يترنّمُ
كالشاي تسكُبني الـحلاوةُ منهما
... و كأنني من غيرِ وجهكِ علقمُ
عيناكِ خاشعتانِ في محراب "لا"
و الـحـُسنُ خلفهما شذاً يتلعثمُ
بهما توضّأتِ السماءُ و رتّلتْ
آي الـجمالِ فطارَ ليلٌ مُغرمُ
عيناكِ ترتـحـلانِ أشعاراً معي
و لُحون أشواقٍ يُبرعمُها الدمُ
فأكادُ أبصرُ مُقلتيكِ على يدي
و على شفاهِ الفجرِ فُلاّ يُضرمُ
هُدُبٌ تسُلُّ مواجعي فإذا بهِ
حُلمٌ هناكَ بـمهدهِ يتكلّمُ
أنا حينَ يُشعلُني نواكِ محاولاً
قفزاً إليكِ فكلُّ سورٍ يُهدمُ
أمسيتِ في لُججِ الغيابِ سفينةً
لـمّا دعاكِ إلى رحيلٍ مأتـمُ
أبـحرتِ مغمضة الكلامِ بلا غدٍ
بيضاءَ يتبعُكِ البكاءُ الأعظمُ
موجُ الدموعِ يضجُّ من زبدِ الـمنى
حتى الصخور برغمِها تتألّمُ
للرمل أعزفُ ذكرياتي غارقاً
إني أمامَ ذبولِ عُمركِ أُهزمُ
طعَنَ الفراقُ..أنا نزفتُ حكايةً
و سألتُ طينَ الـجرحِ:"هلْ لكِ توأمُ؟"
كنتِ الـحديقة أغرسُ الدنيا بها
ليفوحَ شعرٌ..حبّنا..و تبسُّمُ
كنتِ القصيدة ترتدين مشاعري
و تُلوِّنيني بالدلال فأُرسمُ
أنا واحةٌ صمّاءُ ودّعني الصّدى
و مدىً حزينُ الصّبحِ بعدكِ أبكمُ
نبضٌ يُفتِّشُ في الثرى عن قلبِه
يطأُ الـجـِنان فتستفيق جهنّمُ
أنا منكِ يا بنتَ الجزائرِ سُكّرٌ
حُزني يُذوّبُني فداكِ و أكتُمُ
قولي جزائرُ ما تـقـــولُ لــنـا الـــــوُرودْ
قولي الـمحبّة سوفَ يسمعُـكِ الوُجـودْ
لكِ حُبّنا و الـمجدُ كلّهُ و الـخُلـــــــودْ