فراغ .......قصة قصيرة ...... عانت كثيراً من التجاهل ، ومن فراغ عاطفي أثر سلباً على حياتها النفسية ، وهذا ما جعلها تفقد الثقة في نفسها ، و تتخُيل أنها إنسانه فاشلة في حياتها العاطفية والأسرية ، فكرت في الخروج من عالمها الواقعي والابتعاد عن كل من حولها ، فكان قرارها الانعزال التام حتى عن اقرب الناس إليها، كانت بداية رحلتها الجديدة مع موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك " أطلقت أسم " مستعار " على صفحتها ، واختارت صورة لفتاة جميلة ، لتصبح رمزاً لشخصيتها .. بدأت تكتب عن الحب والعشق والغرام ، وبسرعة البرق أصبح لها معجبين ومتابعين بالآلاف ، و أصبحت محبوبة عند الأكثرية من المتابعين لمنشوراتها ، خاصة المراهقين والهاربين من واقع حياتهم أمثالها ،
فلقد أصبح " الفيسبوك " بعد فترة وجيزة شيئاً مهماً في حياتها ، اندمجت بسرعة مع صفحاته ومع متابعينها، حتى أخذ كل وقتها لدرجة أنها كانت تأكل وتشرب وهي تناظر وتتباع منشوراتها ومنشورات اصدقاء صفحتها ، وأحياناً كانت تنام ، وتترك الحاسوب مفتوح أمامها ..
ومع مرور الوقت زادت تعليقات اصدقائها المجاملة لها ، و التي كانت لا تخلو من المدح المفرط ، وشيئا فشيئا أصبحت شاعرة وأديبة وناقدة و حصلت ألقاب ما كانت تحلم بها، و لم يحصل عليها " أحمد شوقي " في زمانه .. رويداً رويداً انتقلت كلمات الاعجاب والمدح من على الصفحات العامة إلى الرسائل الخاصة ، التي بدأت تتبادلها مع كل من يتحدث عنها ويعجب بها بسخاء ، كان حديثها الأول مع احد المتابعين بشغف لمنشوراتها ، قدمت له الشكر على التصميم الجميل الذي صنعه خصيصاً من أجلها ، يوم بعد يوم تطورت العلاقة بينهما وزاد اعجابها به و بكلامه المعسول ، بعد هذا التقارب وكلمات الاعجاب سألها عن شخصيتها الحقيقية وعن عمرها ، لكنها انكرت نفسها وأعطت له اسماً آخر وزودته بمعلومات مغالطة ،و بعيدة عن المنطقة التي تسكنها ، لم يصدقها هذا الرجل ، فعاد في اليوم التالي وطلب منها رقم هاتفها لكنها رفضت بشدة ، وقالت لا ربما زوجي أو احد ابنائي يرى المكالمة ورقم هاتفك ..!! الأفضل يظل نتواصل هنا فقط ، اقتنع بكلامها لكنه بعد دقائق طلب منها ان ترسل له صورتها ، فأرسلت له صورة استعانت بها من الانترنت ، لكن هذه الصورة كانت متداولة في صفحات و مواقع كثيرة وقد رآها من قبل ، فقال لها : هذه الصورة ليست صورتك أنتِ كاذبة ومخادعة ..سلام لا تتصلي بي مرة آخرى !.. مرت ثلاثة أيام وهي تراسله لكنه لا يرد على رسائلها التي وصلت لقرابة الخمسين رسالة ، في الرسالة الأخيرة توسلت إليه وترجته لكي يرد عليها ويتحدث معها ، ووعدته انها لن تكذب عليه مرة آخرى، وفي نهاية الرسالة قالت : سأرسل لك صورتي الحقيقية ورقم هاتفي لاتزعل مني أرجوك كلمني حرام عليك لا تتركني .؟!، قال لها إذن أرسلي صورتك الحقيقية، فلما ارسلتها له وقعت مفاجأة مدوية لم يكن يتوقعها ابداً ولم يصدق نفسه عندما رأى صورتها ،، كتب كلماته الأخيرة ويديه كانت ترتعش من الصدمة .. قال لها : لا داعي لإرسال رقم هاتفك يا زوجتي المصون ...؟!!